عربي و دولي

الأخبار: تبريز ودّعت رئيسي ورفاقه… والموعد مع طهران اليوم: إيران تواصل ترتيباتها الانتقالية

كتب خضر خروبي في الأخبار: 

قبيل تنظيم مراسم وداع مهيبة للرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، في العاصمة طهران، اليوم الأربعاء، كما هو مقرَّر، بعد إعلان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الحداد 5 أيام، جابت جموع المشيّعين لجثامين الرئيس ورفاقه السبعة، أمس، الساحة الرئيسية لمدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي الجمهورية الإسلامية، حيث تحطّمت مروحية كانت تقلّ رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ورفاقهما، يوم الأحد الماضي. وإلى ساحة المدينة الرئيسية، التي تُعدّ المحطّة الأولى لمراسم التشييع، قبل انتقال جثامين الشهداء الثمانية إلى مدينة قم، ولاحقاً إلى العاصمة طهران، حيث سيقيم السيد خامنئي الصلاة عليها، قبل أن تُوارى الثرى في مدينة مشهد بحلول (غد) الخميس، توافدت جموع غفيرة من الإيرانيين الذين حضروا لوداع رئيسهم، ليحيطوا النعوش الثمانية المُغطاة بالعلم الإيراني بأجسادهم، ملوّحين بأعلام وصور الرئيس الراحل، إضافة إلى صور رفاقه السبعة في رحلتهم الأخيرة، وفق ما أوردت وسائل إعلام إيرانية. وكما في تبريز، خيّم الحزن على مختلف المدن والمحافظات داخل الجمهورية الإسلامية، ولا سيما في مشهد، التي كانت لها مكانة خاصة لدى رئيسي.

ومع انطلاق مراسم التشييع، أشاد وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، بسيرة «الشهداء» الراحلين، مؤكداً أن «الشعب الإيراني أظهر أنه سيحوّل كل مصيبة إلى درج للارتقاء بالأمّة إلى أمجاد جديدة». وأضاف، متوجّهاً إلى الحشود المشاركة في التشييع: «نحن، أعضاء الحكومة الذين كان لنا شرف خدمة هذا الرئيس الحبيب، هذا الرئيس المجتهد، نلتزم أمام شعبنا العزيز وقائدنا بالسير على درب هؤلاء الشهداء». ولفت، في كلمته، إلى أن «ما صنعه الرئيس الشهيد هو مثال خالد وذكرى لا تُمحى من ذاكرة الشعب الإيراني، لنموذج مميّز للحكومة الإسلامية»، مستحضراً تضحيات الشهيد قاسم سليماني الذي أعطى «مثالاً عن البطولة الاستثنائية». وأشار إلى أن «الشهيد رئيسي ورفاقه أبدعوا في تقديمهم مثالاً عن خدمة الشعب والدبلوماسية النشطة»، مذكّراً بالخطاب «التاريخي» الذي ألقاه الرئيس الراحل عن غزة وفلسطين المحتلة، ودفاعه الشجاع عنهما أمام كل العالم. كذلك، أشار وحيدي، خلال مقابلة تلفزيونية، إلى حالة الحزن التي تعمّ مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية لفقدانها رئيسها، معتبراً أن الشعب الإيراني يسطّر ملحمةً تاريخيةً أخرى في تشييع شهدائه. ومنطلقاً من مزايا الرئيس الراحل، أكّد وحيدي وجود عزم جدّي على متابعة مسيرة رئيسي ونهجه، مشدداً على أنه لن يكون هناك أيّ خلل في البلاد، على رغم رحيله.

من جهتهم، أعرب قادة دوليون عن تعازيهم للشعب الإيراني بوفاة رئيسهم، وفي طليعتهم الرئيس الآذربيجاني إلهام علييف، إضافة إلى رؤساء فنزويلا، بولندا، كينيا، ودول أخرى. ومن المواقف اللافتة، كان موقف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي قرّر «إعلان حداد وطني ليوم واحد لنشاطر الشعب الإيراني آلامه»، مؤكّداً أنّ «مساهمات السيد رئيسي وعبد اللهيان في العلاقات بين تركيا وإيران ستظلّ حاضرة في الأذهان دائماً»، وكذلك موقف الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، الذي أكّد وقوف بلاده إلى جانب إيران في الظروف الصعبة. كما توالت برقيات التعزية لإيران من وزارات الخارجية في عدد من البلدان، كسويسرا، وتركمانستان، وعدد من البلدان اللاتينية، كبيرو، وتشيلي، فيما تلقّى وكيل الخارجية الإيرانية، علي باقري كني، اتصالات هاتفية بقصد التعزية من نظرائه العرب، ومن بينهم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وفي الموازاة، وبحضور رؤساء السلطات الثلاث، افتُتحت الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة الإيراني، الذي كان فقد اثنين من أعضائه في حادثة تحطّم الطائرة الرئاسية، وهما رئيسي، ممثّلاً عن خراسان الجنوبية، وإمام جمعة تبريز الراحل محمد علي آل هاشم، ممثّلاً عن آذربيجان الشرقية. وخلال الجلسة، التي حضرها 85 عضواً من إجمالي أعضاء المجلس الـ88، في ظلّ غياب آية الله علم الهدى، وهو الممثّل عن محافظة خراسان، تمّ انتخاب محمد علي موحدي كرماني، رئيساً لمجلس خبراء القيادة بأغلبية 55 صوتاً. وبحسب النظام الداخلي للمجلس، المولج وفق الدستور صلاحية انتخاب المرشد الأعلى، ومراقبة أدائه، فإن كرماني سيتولّى رئاسته لمدّة عامين. وكانت استُهلّت جلسة انتخاب كرماني، وهو أحد المقرّبين من المرشد، بتلاوة رسالة وجّهها الأخير إلى أعضاء المجلس، أكّد فيها أنّ «مجلس خبراء القيادة هو مظهر الديموقراطية الإسلامية»، مضيفاً أنّ «اختيار القائد وفق المعايير الإسلامية هو مهمّة هذا المجلس».
من جهته، وفي رسالته إلى أعضاء مجلس خبراء القيادة، الذي تمتدّ ولايته على ثماني سنوات، ويُنتخب أعضاؤه الحاصلون على درجة الاجتهاد الديني من جانب الشعب، لفت خامنئي إلى أنّ «اختيار الشعب والمعايير الإسلامية هما أهمّ مؤشّر في الجمهورية الإسلامية». كما دعا المرشد الضمائر الحيّة في كل العالم إلى النظر في ما سمّاه «التجارب الفاشلة للأنظمة التي تدّعي العدالة والحرية بعيداً من القيم المعنوية الدينية»، معتبراً أنّ هذه الأنظمة «تعيث فساداً وظلماً وعنصرية في ظلّ انهيار الأمن الأخلاقي وإضعاف مكانة المرأة». وفي معرض تنديده بازدواجية السياسات الغربية، اعتبر خامنئي أنّ «دعم الغرب الليبرالي لكارثة غزة اليوم وللإبادة الجماعية الظالمة التي يقوم بها الكيان الصهيوني من خلال قتل آلاف الأطفال والنساء والأبرياء العُزّل، يعكس بوضوح معنى الحرية وحقوق الإنسان الغربية». وفي ختام رسالته إلى «مجلس الخبراء»، عرّج المرشد الإيراني على مزايا الراحلَيْن عضوي مجلس خبراء القيادة، رئيسي وآل هاشم، سائلاً لهما الرحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى