الأخبار: المخيّمات الفلسطينيّة في دائرة الاستهداف..
كتبت آمال خليل في الأخبار:
بعد 24 ساعة، انتهى انتشال جثامين مجزرة عين الحلوة الثمانية. الطفل منير المقدح وشقيقته كانا آخر الشهداء الذين انتشلوا من تحت ركام منزل قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان، اللواء منير المقدح، بعد تعرّضه فجر الإثنين الماضي لغارة إسرائيلية. قبيل اكتمال عقد الشهداء، شيّع مئات من أهالي عين الحلوة عصراً ستة شهداء آخرين سقطوا في المجزرة.عند مدخل «عاصمة الشتات»، لجهة حاجز الحسبة، «إكسبرس» سمّاه صاحبه «7 أكتوبر». فوق طوابير المارّة والسيارات التي تعبر حاجز التفتيش التابع للجيش اللبناني، ارتفعت صورة أبو عبيدة مذيّلة بعبارة «إنه لجهاد…». بعدها بأمتار قليلة، «معرض» لصور شهداء فتح والفصائل الفلسطينية الذين سقطوا في مواجهة إسرائيل في لبنان وفلسطين منذ الستينيات.
في زقاق متفرع من حيّ المنشية في المخيم، هوى منزل آل المقدح ذو الطبقات الثلاث، ومعها أجزاء من المنازل الملتصقة به في الحيّ المكتظّ. الحاجة الجالسة على الشرفة المتصدّعة تشكر الله، إذ «لا نعرف كيف نجونا من مجزرة أكبر». في مربع ضيق، انحشر عشرات المتطوعين للبحث عن الجثامين، مقلّبين الركام بأيديهم وبمعدات بدائية لصعوبة وصول آليات ثقيلة إلى الزقاق، حتى إن سيارات الإسعاف انتظرت على بعد عشرات الأمتار لنقلهم. في ظلال الجدار الاسمنتي الذي يطوّق عين الحلوة، مرّت جثامين: حسن المقدح، نجل اللواء المقدح، وزوجته نظمية حمودة وجارته إسراء عباس وطفلها وطفلين آخرين من آل شحادة. تغيّب والد الشهيد لدواع أمنية، لكن الهتاف كان مدوّياً: «يا حسن نام وارتاح… نحن نواصل الكفاح».
منذ بدء العدوان، كان عين الحلوة لا يزال خارج دائرة الاستهداف. لكن مجزرة عين الحلوة، والمجزرة التي نفذت في مخيم البص فجر السبت الماضي، وتهديد مخيمَي الجليل والرشيدية، أدخلت مخيمات لبنان في دائرة الانتقام. تضامناً مع الشهداء، ارتدت خيرية يونس عباءة فلسطينية. شاركت سريعاً في التأبين، لانهماكها بالاهتمام بضيوفها النازحين من بلدات صور. «لو مهما فعلنا، لا يمكننا ردّ شيء من جميل السيّد حسن نصر الله علينا كفلسطينيين».
دفعت الغارة غير المسبوقة عدداً من أهالي عين الحلوة والنازحين إليه إلى المغادرة خوفاً من اعتداءات أخرى. لكنّ الكثيرين رفضوا الابتعاد كثيراً، ولا سيما بعدما ذاقوا التهجير القسري وخراب منازلهم قبل عام، جراء المعارك الداخلية. منهم من صمد، ومنهم من أعاد تموضعه في أطراف المخيم. فيما آخرون لجأوا الى مراكز الإيواء التي افتتحتها وكالة الأونروا في ضواحي سيروب ومدينة صيدا وسبلين ومخيمات الشمال.