مقالات

اقتراحات لتطوير خطّة الطوارئ: الزراعة بنت بيئتها

تناقش الحكومة، اليوم، خطّة الطوارئ الزراعية التي أعدّتها وزارة الزراعة لـ«زيادة الإنتاج المحلي لتحقيق الأمن الغذائي وأقصى درجة ممكنة من الاكتفاء الذاتي في هذه الظروف الاستثنائية».

ابعة لرئاسة مجلس الوزراء من مهامها المساعدة على التسويق الزراعي.
خامساً، في محور الإرشاد الزراعي، تظهر أيضاً عقلية التقليد، بهدف «إقناع المزارعين بالعدول عن الأعراف الزراعية المتوارثة واستبدالها بالتقنيات الزراعية الحديثة من أجل خفض كلفة الإنتاج وتحسين الإنتاجية»، أي تشجّع الخطّة على الزراعة المكثّفة! إن الزراعة المستدامة التي باتت تشكّل عصب الخطط الزراعية، تعتمد في قسم كبير منها على المعاملات الزراعية المتوارثة، لذلك فإن أيّ تحديث يجب أن يضمن منظور الزراعة المستدامة.
سادساً، إن زراعة الأعلاف (المحور الرابع) هي زراعة في غالبية أصنافها شرهة للمياه (ذرة مثلاً، …) مع بعض الاستثناءات، وتستنزف التربة كما في زراعة الذرة، وتقتطع مساحات كبرى من أمام زراعات أخرى استراتيجية كالقمح والحبوب. فبدل برنامج دعم زراعة الأعلاف، من الأجدى التركيز على برنامج صيانة المراعي في الأراضي الجبلية (الأحراج مثلاً) والأراضي القاحلة (بعلبك ــ الهرمل مثالاً).

من الواجب أن تتّجه الخطة نحو الزراعة المستدامة للحدّ من ارتباط الإنتاج الزراعي اللبناني بالدولار

سابعاً، أغفلت الخطة في برامج دعم مربّي المواشي عدّة نقاط مهمة، منها إعادة هيكلة القطاع عبر تربية العروق المحلية والطلب إلى مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية بالتعاون مع المربين لإكثار العروق المحلية وتأصيلها. كذلك توجيه المربّين نحو طرق التربية غير المكثّفة لأنها أكثر استدامة وأقلّ كلفة مادية وأضراراً بيئية وأكثر مردودية.
ثامناً، لم تُشر الخطة في مجال المياه والريّ إلى أن لبنان لا يملك إلا 900 متر مكعب/شخص/سنة من المياه المتجدّدة، وهو معدّل بعيد جداً عن المعدّل العالمي (8000 متر مكعب/شخص/سنة). وأيّ محور يتعلق بالريّ، من المهم أن يراعي إعادة النظر في التصنيفات لترتيب الأراضي الزراعية من أراض بعلية ومروية والتشدّد في تطبيق هذه التصنيفات، وكذلك الأصناف المراد إنتاجها حسب الخطة واحتياجاتها إلى المياه وفي ترشيد الاستعمال وزيادة المردودية من المتر المكعب من المياه.
تاسعاً، غاب عن الخطة توعية المستهلك على تعديل النمط الغذائي المتبع بما يتلاءم مع المقتضيات الصحية والمنتجات المحلية والتحوّلات الحالية في البلاد، كاستبدال الرز بالبرغل، والبروتينات الحيوانية بالبروتينات النباتية، والإكثار من استعمال زيت الزيتون، وغيرها من الأمور التي من الواجب أن يتمّ التعاون فيها مع وزارة الصحة واختصاصيي التغذية.

 

الأخبار _ فراس الشوفي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى