لبنان

ترزيان: بالله عليكم لا تصلبوا المتضررين مرتين

أكد النائب هاكوب ترزيان في بيان أنه “منذ اللحظات الأولى لِما بعد جريمة إنفجار مرفأ بيروت، كنت بين أهلي في الأشرفية والصيفي والرميل والكرنتينا والجميزة ومار مخايل وبرج حمود وكل المناطق التي طالها الإنفجار، وما زلت معهم حتى اليوم، ولسان حالهم واحد: التعويض والمحاسبة”.

وقال: “الجميع يسأل، كيف سيتم التعويض عن كل الأضرار الجسدية المؤلمة، والنفسية الفادحة، والمادية الجسيمة؟ علماً أن الخسائر البشرية لا تعوض، فأرواح المواطنين الأبرياء ستبقى في رقبة كل مسؤول تقاعس أو أهمل أو ارتكب. فالغياب الفاضح لكل المسؤولين، وفي ظل ضوضاء المتطوعين الأهليين والجيش اللبناني، يبقى المشهد الطاغي: لا بيانات ولا توضيحات ولا متابعات ولا مبادرات رسمية عن كيفية التعويض، فكل ما يجري حتى الساعة هو تعداد للحجار المتحطمة، والدموع المذروفة”.

أضاف: “إذا كان الإتكال، كما كان يحصل سابقاً، على نعمة النسيان عند الإنسان، فنجيب أننا فقدنا هذه النعمة، لأنها صارت نقمة، بعد أن استباح المسؤولون كل شيء، حتى حياة الناس الأبرياء. المحاسبة، توازي التعويض، بل أكثر، ولن نسمح بأن تقف أي اعتبارات أو عراقيل أمام مسار العدالة، وصولاً إلى محاسبة حقيقية شفافة، لا تستثني أحداً، بدءاً من رأس هرم المسؤولية، حتى تتحقق العدالة، وإنزال القصاص بكل من شارك، بغض النظر عن حجم المشاركة، في هذه الإبادة الجماعية للبنانيين”.

وتابع: “جراحنا لن تلتئم قريباً، وقد لا تلتئم أبداً، لأن الألم هذه المرة كان عميقاً، قاسياً، ضرب كياننا ووجداننا وأرواحنا، إلا أنه – حتى الساعة – لم يحرك ضمائرهم، أترى ما زالت موجودة؟ لن نستكين حتى يتم التعويض على أهلنا، بما يتوافق وحجم الفاجعة التي وقعت. لن نستكين حتى تتم محاسبة المرتكبين، أياً كانوا، ولتسقط كل الإعتبارات الحزبية والطائفية والمذهبية والمناطقية، فبيروت، يا سادة، لن ترحمكم هذه المرة، وما قبل 4 آب، لن يكون كما بعده حتماً”.

وختم: “أيام قليلة تفصلنا عن عيد الصليب وموسم الشتاء، والمنازل المتضررة بلا أبواب وشبابيك، فبالله عليكم لا تصلبوا اللبنانيين مرتين، مرة حين سقطوا في جريمة الإنفجار الكارثي، ومرة حين لم نسأل عنهم، بعد جريمة الإنفجار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى