لبنان

كتلة الوفاء للمقاومة: تفاوض لبنان مع العدو لترسيم الحدود البحرية لا علاقة له بصنع سلام معه

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، وذلك بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 8-10-2020 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
في مستهل جلستها وبمناسبة ذكرى أربعينيّة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، جدّدت الكتلة عميق التزامها بالنهج الحسيني وتعزيتها لرسول الله محمد صلّى الله عليه وآله ولأهل بيته الأطهار عليهم السلام بالرزية العظيمة التي أصابت الإسلام في كربلاء، وأكّدت عهدها وتمسكها بمسيرة الجهاد والمقاومة والتضحية على خطّ أئمة الحقّ والهدى من أجل تثبيت القيم الإلهيّة والأخلاقيّة التي تمكِّنُ البشريّة من إقامة مجتمعات العدل والخير والتصدّي لمخططات المستبدين الظالمين… وعبّرت الكتلة عن أملها بأن ينزاح عن صدر العالم اليوم وباء الكورونا الذي فرضت إجراءات مكافحته التخفيف ما أمكن من التجمعات الأمر الذي تركَ أثره هذا العام على إقامة مجالس العزاء والأنشطة المواكبة لها بالنمط المعهود.
بعد ذلك تقدّمت الكتلة من دولة الكويت الشقيقة، أميراً وشعباً وحكومةً ومجلس أمّة، بأحرّ التعازي لمناسبة وفاة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح صاحب المواقف الرزينة والأيادي البيضاء الذي يحفظ له شعب لبنان ودولته الوفاء لوقوفه الدائم إلى جانبهما ومساعدته المتواصلة لتعزيز الصمود بوجه الإعتداءات الإسرائيليّة المتتالية ولإنماء مختلف المناطق ودعم وحدته الوطنيّة وأمنه واستقراره.
وتمنّت الكتلة  للكويت في عهد سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح التوفيق في متابعة دورها الأخوي ومواقفها الداعمة لقضايا لبنان والأمة وفي مقدمتها قضيّة فلسطين وما تتطلبه اليوم من تعزيز للمناعة الوطنية والقوميّة في المنطقة عموماً لمواجهة حملة التطبيع والتزوير الظالمة للتاريخ والحقوق.
ثم تناولت الكتلة بعض القضايا والتطورات اللبنانية فأكدت أنّ الوطن الذي تغيب فيه الحكومة تضعف فيه الدولة، وتتجه فيه حياة الشعب نحو الفوضى..
ولبنان اليوم بأمسّ الحاجة للإسراع في تشكيل حكومة وطنيّة فاعلة ومنتجة ولذلك نبدي كل حرصٍ على التعاون في سبيل تكوينها وتشكيلها، وندعو الجميع إلى الإبتعاد عن نهج الكيدية والعزل والإقصاء الذي يضر بمصلحة الدولة والوطن والمواطنين.
إنّ المراجعة لأسباب التعثر الذي أصاب مهمة تأليف الحكومة خلال الأسابيع الماضية، من شأنها أن تؤدي ببساطة إلى تجاوز المعوّقات وتجديد المساعي لتشكيل حكومة جديدة تختزن عوامل النجاح لأداء المهام المطلوبة في هذه المرحلة ولتحقيق الأهداف الإصلاحيّة والاستنهاضيّة اللازمة على صعيد الإدارة والوضع النقدي والإقتصادي والإنمائي والإجتماعي وإعادة الإعمار في بيروت.
إنّ كتلة الوفاء للمقاومة إذ تتابع الملفات والقضايا التي تعني الوطن والمواطنين في هذه المرحلة بالذات فإنّها وبعد التداول خلصت إلى ما يأتي:
1-إنّ تحديد إحداثيات السيادة الوطنيّة هي مسؤوليّة الدولة اللبنانية، المعنيّة حصراً بأن تعلن أن هذه الأرض وهذه المياه هي أرضٌ ومياهٌ لبنانيّة.
وترى الكتلة، خلافاً لكل الكلام الذي قيل هنا وهناك، أنّ الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتصل بحدودنا البحرية الجنوبيّة واستعادة أرضنا وصولاً إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنيّة، لا صلة له على الإطلاق لا بسياق المصالحة مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين ولا بسياسات التطبيع التي انتهجتها مؤخراً وقد تنتهجها دول عربيّة لم تؤمن يوماً بخيار المقاومة ولم تمارسه ضدّ عدوّ الأمّة في يومٍ من الأيام.
2-ترحب الكتلة بتحديد فخامة رئيس الجمهورية موعداً للإستشارات النيابية الملزمة يسمح للنواب وللكتل النيابية حتى يوم الخميس 15 تشرين الأول، بالتشاور من أجل التفاهم حول اسم الرئيس المكلّف القادر على النهوض بالمهام الإصلاحيّة والإداريّة والإقتصادية والتنمويّة التي تتطلبها هذه المرحلة من تاريخ البلاد.
3- تعتبر الكتلة أن الغياب غير المبرر للدولة ولأجهزتها الأمنية والعسكرية عن منطقة بعلبك – الهرمل بات أمراً لا يُحْتَمل, ويكاد يصبح مُريباً ومداناً بعد تنامي ظاهرة التفلت الأمني وصولاً إلى النزاعات المسلحة, فيما الأهالي يشعرون أنهم متروكون لقدرهم ولجهود مبادرات أهلية ومساعي قوى سياسية تحاذر دوماً أن تحل محل الدولة في بسط السلطة وكبح الخلافات وفرض الأمن.
إننا في الوقت الذي نأسفُ فيه لإستسهال استخدام السلاح والخروج على القوانين وتعكير صفو الحياة العامة للمواطنين, فإننا نؤكد أن أهلنا في منطقة بعلبك الهرمل بعائلاتهم وعشائرهم لا يزالون يتوقون إلى اليوم الذي تنهض فيه الدولة بمسؤوليتها للحفاظ على أمنهم ورعاية شؤونهم الحياتية والخدماتية والإنمائية وتطبيق القوانين المرعية الإجراء.
إننا نجدد للمرة الألف دعوتنا لقيادات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كافة, كي تتحمل مسؤوليتها في إعادة الأمور إلى نصابها وضبط التفلت الذي بات يشكل تهديداً جدياً لأمن المنطقة والمواطنين.
4- تأسف الكتلة للحال التي وصلت إليها البلاد على مستوى تزايد الخطر الصحي الذي يتهدد المواطنين بسبب عدم الإلتزام الصارم بالإجراءات الوقائية المطلوبة.. وتأمل الكتلة أن يكون الإغلاق الجزئي تدبيراً مؤقتاً يمكن رفعه إذا أبدى المواطنون تعاوناً إيجابياً يحول دون توسع سياسة الإغلاق الجزئي التي يصبح اعتمادها وارداً نظراً لتفاقم الإصابات ومحدودية القدرة لدى النظام الصحي في البلاد على احتوائها.
إن الكتلة تدعو كل المعنيين بالشأن الصحي في لبنان إلى مواصلة التعاون فيما بينهم على المستوى الرسمي والخاص لتدارك الإحتمالات الأسوأ والأخطر.
5- إنّ السياسات الأمريكيّة والإسرائيلية الراهنة والتي تحاول أن تضيّق حصارها على المقاومة والقوى الممانعة وتروّج لتوريط بعض الأنظمة في اتفاقات تطبيع مع العدو، لن تستطيع إضعاف عزم المقاومين ولا فرض الوقائع على شعوب المنطقة.
إنّ الكتلة تدعو اللبنانيين إلى المزيد من الوعي للمخططات المعادية ورفض الخضوع للمشاريع التي تتعارض مع مصالحنا الوطنية العليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى