الصحة العالمية: في طريقنا للقضاء على كورونا
أفادت الدكتورة ماريا فان كيرخوف، خبيرة الأوبئة ورئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، بأن الإنخفاض التنازلي في عدد حالات الإصابة والوفيات بسبب كوفيد-19 هي علامة تبعث على الأمل، ومن المحتمل أن يكون هناك مجموعة من العوامل التي تدفع وتقلل من انتشار العدوى بفيروس كورونا المُستجد وتتعلق بالتدابير الفردية المتخذة على مستوى الأسرة، وعلى مستوى المجتمع، وبتوجيهات وتدابير من الحكومات.
وأوضحت عالمة الأوبئة الأميركية كيرخوف، في مقطع فيديو بثته منظمة الصحة العالمية على موقعها وحساباتها الرسمية على مواقع التواصل، قائلة إن السبب وراء الشعور بالأمل، الذي يراودنا، يرجع إلى توافر القدرة على تقليل انتشار العدوى ومحاصرة الفيروس من خلال التدابير المتبعة، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى أن الجميع سيشعرون ببعض الإرتياح جراء الثقة في أنه من الممكن تقليل انتقال العدوى.
وأضافت كيرخوف، وهي أيضاً متخصصة في إدارة الأمراض الطارئة المعدية في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية ورئيسة وحدة كل من الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المصدر في منظمة الصحة العالمية، أن الصحة العامة والتدابير الإجتماعية، من بينها ارتداء الكمامات الواقية والتباعد الجسدي، تحقق بالفعل نتائج فعالة في عدد من البلدان، بما يشمل البلدان التي تنتشر فيها أنواع مختلفة من الفيروسات أو سلالات متحورة والتي يتم اكتشافها أولاً بأول، وهو أمر جيد لأنه يعني أن الجميع، بداية من الصحة العالمية ومروراً بالمنظمات المحلية والحكومات ووصلاً إلى الأفراد، أصبح يعرف ما هي العوامل التي تؤدي إلى تحقيق نجاح في وقف انتشار المرض.
تحديات مستقبلية
إلا أن كيرخوف أعربت، في مقطع الفيديو، عن اعتقادها بأن هناك تحديات في المستقبل، من بينها أن المتغيرات الفيروسية والسلالات المتحورة، والتطور الطبيعي للفيروس يشكل بعض عدم اليقين فيما يتعلق بما سيتسبب فيه الفيروس، ومدى تحوره، وما إذا يمكن على المستوى العالمي اكتشاف هذه الطفرات بسرعة.
وأردفت قائلة إن هذه المتغيرات الفيروسية، وتقييم ما تعنيه من حيث انتشارها والعدوى بها وشدتها وتأثيرها على التشخيص والعلاج واللقاحات يعد أحد التحديات.
أما التحدي الثاني فهو أنه، بحسب اعتقادها، بينما تحقق اللقاحات وحملات التطعيم نتائج مشجعة بشكل لا يصدق فيما يعد إنجازاً رائعاً حقيقياً، إلا أن طرحها يستغرق بعض الوقت وسيستغرق وقتاً أطول للوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى وللخطر في جميع البلدان.
كما تطرقت الدكتورة كيرخوف إلى التحدي الثالث والمهم في اعتقادها وهو حالة الإعياء والتعب، موضحة أن العالم متعب ويريد أن ينتهي هذا الوضع المثير للتوتر والخوف.
وأوضحت أنه “لا يمكننا أن نشعر بالرضا حتى مع انخفاض مؤشرات الإصابات بالعدوى والوفيات، يحتاج الأمر حقاً إلى مواصلة بذل الجهد في المسارات التي تحقق نجاحاً وأن يكون هناك قناعة بوجود بعض الشعور بالسيطرة والتمكن”.
كلمة السر
واختتمت كيرخوف قائلة إنه يجب على الجميع الإلتزام بشكل دائم بكل ما يمكن القيام به، وهو الإلتزام بكافة الإجراءات الإحترازية وإتخاذ جميع التدابير على المستوى الشخصي للحفاظ على الأنفس والأهل والأحباء.