غير مصنف
كنعان: الحياد البطريركي جوهر الكيان اللبناني… وطرحه منطلق للحوار لا للتخوين
اعتبر أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان أن “هدف لقاء بكركي امس وطني أما محاولة الإستغلال من قبل البعض في غير محلّها”، لافتاً إلى أن “ليس لدى التيار الوطني الحر أي موقف سلبي من طرح البطريرك الراعي بالحياد الإيجابي الذي يستثني الصراع العربي الإسرائيلي، ونتطلّع إليه بانفتاح، وهو ما عبّر عنه البيان الأخير للهيئة السياسية للتيار، خصوصاً أننا نريد لبنان خارج سياسة المحاور”.
وأشار كنعان في حديث تلفزيوني إلى أن “بكركي أصرت على أن يكون اللقاء من خلال تنظيمه من دون أي مظلة حزبية أو أي مشاركة رسمية حزبية، وقد حاول مسؤولون المشاركة فكان جواب الصرح البطريركي عدم لحظ أمكنة للرسميين. وبكركي غير مسؤولة عن بعض الشعارات التي رددها عدد من المشاركين”.
وعن التخوّف من التدويل سأل كنعان “ما هو غير المدوّل في لبنان؟ بدءاً بالمبادرة الفرنسية حكومياً مروراً بصندوق النقد مالياً وصولاً إلى المطالبة بالقضاء الدولي في انفجار المرفأ”، وقال “لا نريد التدويل ولكن التدويل راكض علينا في غياب الدولة وانهيار المؤسسات وتفككها، وتعطيل الحلول المحلية. والبطريركية المارونية هي في أساس هذا اللبنان واستقلاله وسيادته والموقف التحذيري من قبلها لا يجوز أن يقابل بالتخوين”.
وإذ اعتبر كنعان أننا “في وضع استثنائي ومصيري يتطلب البحث عن إنقاذ لبنان لا السجالات والردود”، دعا إلى “أن تكون صرخة بكركي مناسبة للإلتقاء والإجتماع والحوار المطلوب على نقاط الإختلاف أو سوء الفهم للمنطلقات والخلفيات”.
أضاف “إن مسألة الحياد كيانية في لبنان، ولا يفهم منها الحياد عن الصراع العربي الإسرائيلي. وهو ما تتضمنه مقدمة الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني لجهة القول “إن فلبنان وطن سيد حر مستقل، وطن نهائي لجميع ابنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات، في حدوده المنصوص عنها في هذا الدستور والمعترف بها دولياً. ولبنان عربي الهوية والإنتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، كما هو عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتجسد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات دون استثناء. ومن أجل بلوغ الإستقلال، اتفق بشارة الخوري ورياض الصلح على أن يتنازل المسيحيون عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الإنضمام إلى الداخل السوري، لأن المسلمين كانوا قد رفضوا دولة لبنان الكبير عند قيامها عام 1920. والميثاق الوطني كان وفاقياً (شفهياً) غير مدرج في بنود الدستور أو في أي ملحق ، وعُبِّر عنه اختصاراً بعبارتي لا شرق ولا غرب”. كما أن الرئيس ميشال عون في 12 كانون الثاني 2017 تحدّث عن “لبنان خارج المحاور ويبني صداقاته مع الجميع ولا ننأى بأنفسنا عن الحوادث بل اننا معنيون بها، خصوصاً عندما تكون بين الأشقاء”، وهو موقف غير مستجد بالنسبة اليه، وغير مرتبط بتطورات آنية محلية او اقليمية ودولية”.
ورداً على سؤال، قال كنعان “هناك مراجعة جارية للتفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله لمعرفة أين حقق التفاهم أهدافه وأين يحتاج إلى تعديل أو تطوير أو موقف. ومع تأكيدنا على ضرورة ان يكون السلاح في يد الجيش اللبناني وحده، نعرف جميعاً ان سلاح حزب الله أدى غرضه في تحرير لبنان وخروج اسرائيل. أما مستقبل هذا السلاح فيبحث من خلال الاستراتيجية الدفاعية التي كالعديد من الملفات، لم يتم إكمال البحث بها”.
وفي الملف المالي، قال كنعان “لا أقبل على نفسي ومن أمثل والأمانة التي أحملها أن يبقى ملف الحسابات المالية للدولة بلا بت من قبل ديوان المحاسبة على رغم تبيان وجود 27 مليار دولار غير معروفة كيفية الإنفاق. لذلك لوّحت بمحكمة دولية لتبيان الحقائق والمحاسبة إذا استمرت السياسة بمنع كشف الحقائق وعدم تحمّل المسؤوليات وتعطيل القضاء”.
واستغرب كنعان “موقف رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة عن التدقيق المالي البرلماني. فبينما كان الرئيس السنيورة يريد شركات تدقيق دولية، أرسينا مساراً اصلاحياً رقابياً في لجنة المال والموازنة منذ العام 2010، ورفضنا أي تسوية على حسابات الدولة، وكانت نتيجته إعادة تكوين الحسابات. وهذا المسار ما كان ليتم لولا الدعم الذي وفّره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يوم كان رئيساً لتكتل التغيير والإصلاح، ولا يزال يوفره اليوم كرئيس للبلاد “.
وإذ اعتبر كنعان أن “كل التيارات السياسية التي شاركت في صياغة السياسة المالية للدولة مسؤولة” قال “لو حصلت التسوية على الحسابات المالية لما كنا نتحدث اليوم عن ضرورة بت ديوان المحاسبة بها، ولما كان اعيد تكوين هذه الحسابات منذ العام 1993، ولما كان ظهر الخلل الذي يعتريها”، وقال “ليست لدي ثقة بارادة سياسية متوافرة لكشف ملابسات الحسابات المالية وأعوّل على إرادة الناس في الوقوف إلى جانب من يطالب بوصول الملف إلى خواتيمه وكشف كل الحقائق حوله”.
وفي الملف الحكومي، جدد كنعان “مطالبة الرئيس المكلّف سعد الحريري بوتيرة تشاور أسرع مع رئيس الجمهورية وتقديم طروحات عدة تسهم في الوصول إلى حكومة يتم التفاهم على مشروعها وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وعمل الحكومة الإنقاذي، كبديل عن الثقة المفقودة”.
وعلى صعيد الكورونا، أشار كنعان إلى أن “التجربة علّمتنا أن من واجب الدولة دعم المستشفيات الحكومية والقطاع الصحي عموماً”، وسأل “لماذا إهمال كل ما هو عام في لبنان من المستشفيات الحكومية إلى المدارس إلى النقل المشترك؟ فلا اقتصاد من دون قطاع خاص ومبادرات فردية نعم، ولكن لا اقتصاد أيضاً من دون القطاع العام والمؤسسات العامة الفاعلة”.
ورداً على سؤال عما يقوله للوزير ملحم الرياشي، قال كنعان “فخور بالتجربة التي خضتها معه واعتبر التفاهم الذي توصلنا اليه يوماً بين التيار الوطني الحر والقوات من النقاط المضيئية والشمعة التي يجب العودة اليها وأي اختلاف لا يجب أن يتحوّل إلى خلاف وأن نكون برؤية وطنية مشتركة”.