هل هناك كوكب تاسع حقا في نظامنا الشمسي؟
توجد في نظامنا الشمسي ثمانية كواكب هي عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون، بالترتيب حسب البعد عن الشمس.
ويفترض العلماء منذ فترة طويلة وجود كوكب تاسع خلف نبتون، في المنطقة الخارجية من النظام الشمسي، وحاولو إيجاد دليل على هذه الفرضية منذ نحو 20 عاما.
يُعرف هذا الكوكب الافتراضي مؤقتا بإسم الكوكب التاسع والذي يعتقد أنه ليس جسما صغيرا مثل بلوتو أو مثل العديد من الأجسام العابرة لنبتون التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة.
وتم إنشاء عمليات محاكاة مفصلة للتنظير حول الخصائص التي قد يمتلكها الجسم من أجل إنتاج التأثيرات المرصودة، والاستنتاج هو أنه يجب أن يكون كوكبا كبيرا جدا، يعادل أربعة إلى ثمانية أضعاف كتلة الأرض.
ويجب أيضا أن يكون بعيدا جدا عن الشمس: ما يقارب 10 أضعاف المسافة إلى بلوتو، وربما أكثر من ذلك.
وإذا كان موجودا، فسيُعتبر نوعا جديدا من الكواكب، يختلف عن الأنواع الأخرى التي نعرفها حاليا في النظام الشمسي.
ويتم تصنيف جيراننا من الكواكب أساسا إلى نوعين. إما أنها عوالم صغيرة صخرية ذات سطح صلب (عطارد والزهرة والأرض والمريخ) أو عملاقة غازية (كوكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون).
ويقع الكوكب 9 في مكان ما بين هذه الفئات. ويمكن أن يكون ما يُعرف باسم “الأرض الفائقة” (Super-Earth)، أو كوكب صخري أكبر من كوكبنا، أو كوكب شبه نبتون، وهو عالم غازي أقل كتلة وأصغر قليلا من كوكب نبتون.
وحدد العلماء مواقع كواكب مثل هذه حول نجوم أخرى، لكن نظرا لكوننا بعيدين جدا، فإننا لا نعرف سوى القليل عنها، وبالتالي فإن اكتشاف واحد في نظامنا الشمسي سيفتح الباب أمام دراسة تفصيلية لفئة من الكواكب غير معروفة اليوم تقريبا.
لكونه بعيدا جدا، سيكون سطوع الكوكب التاسع خافتا للغاية وسنحتاج إلى تلسكوبات قوية. وتكمن المشكلة في أن هذه التلسكوبات عادة ما يكون لها مجال رؤية صغير جدا. وفي السنوات الأخيرة، بذلت جهود رصدية كبيرة لمحاولة اكتشاف هذا العالم المراوغ، دون نجاح حتى الآن.
وقبل بضعة أشهر، نُشر مقال علمي من قبل فريق من جامعة هارفارد يفيد بأن نيزكا يسمى CNEOS14، سقط في المحيط الهادئ في عام 2014 لم يكن جسما ينتمي إلى نظامنا الشمسي.
وهذا الجسم عبارة عن كويكب صغير قطره نحو متر واحد ضرب كوكبنا أثناء السفر عبر النظام الشمسي بسرعة 60 كيلومترا في الثانية.
وجعلت السرعة العالية جدا للجسم العلماء يشكون في أنه جاء إلينا من نظام نجمي بعيد. ولمعرفة ذلك، كان عليهم الأخذ في الاعتبار اللحظة التي تسارع فيها الجسم بمساعدة جاذبية أحد الكواكب في النظام الشمسي.
وقاموا بذلك عن طريق إعادة بناء مساره والتأكد من أنه لم يمر بالقرب من أي من الكواكب المعروفة في النظام الشمسي، ولكن ربما تفاعل مع جسم آخر غير معروف، وهو الكوكب التاسع.
ولكشف هذا اللغز، أجروا عدة عمليات محاكاة لإعادة بناء مسار CNEOS14 عبر النظام الشمسي.
المصدر: RT