عربي و دولي

الكرملين: بوتين وتشي يناقشان “عدوانية” واشنطن والناتو

أعلنت موسكو الثلاثاء أن الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج، سيناقشان خلال قمة افتراضية مرتقبة الأربعاء، التوتر في أوروبا وخطاباً “عدوانياً” من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

يأتي ذلك فيما يتصاعد التوتر بين روسيا والصين من جهة، والغرب من جهة أخرى. وأعربت كييف وواشنطن وعواصم غربية عن مخاوف من غزو روسي لأوكرانيا، بعدما حشدت موسكو أكثر من 100 ألف جندي قرب حدود الجمهورية السوفياتية السابقة.

أما الصين فتتعرّض لضغوط غربية بشأن حقوق الإنسان، ناهيك عن ملفات تايوان وهونج كونج والقرصنة الإلكترونية والتسلّح والتجارة والتكنولوجيا.

وخلال قمة افتراضية الأسبوع الماضي، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن بوتين من أن روسيا ستواجه عقوبات مؤلمة، تلحق أضراراً اقتصادية هائلة، إذا غزت أوكرانيا مرة أخرى، علماً أنها ضمّت شبه جزيرة القرم، في عام 2014، كما تدعم انفصاليين في شرق أوكرانيا.

وعلّق بوتين، معتبراً أن “القوات الروسية موجودة على أراضيها، ولا تهدّد أحداً”، كما قال مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
مفاوضات مهمة جداً”
ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله إن القمة ستشهد “مفاوضات مهمة جداً”، مرجّحاً أن “يكون الاتصال طويلاً جداً ويغطي جدول أعمال واسعاً جداً”. واعتبر أن الاتصالات بين الزعيمين، الروسي والصيني، تتسم دوماً بالعمق.

وقال بيسكوف: “الوضع في الشؤون الدولية، خصوصاً في القارة الأوروبية، متوتر جداً الآن ويتطلّب نقاشاً بين الحلفاء. نرى خطاباً شديد العدوانية من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وهذا يتطلّب نقاشاً بيننا وبين الصينيين”، كما أفادت وكالة “رويترز”.

وأشار إلى أن الرئيسين سيبحثان أيضاً في ملفات الطاقة والتجارة والاستثمارات المشتركة والتكنولوجيات المتطورة، إضافة إلى تقييم نتائج العمل المشترك وسبل تطوير العلاقات الاستراتيجية الروسية الصينية، بحسب شبكة “روسيا اليوم”.

وذكر أن الجزء الأول من الحديث بين الزعيمين “سيكون مفتوحاً لوسائل الإعلام، وستكون هناك خطابات متبادلة”. ورجّح أن يعقد أوشاكوف مؤتمراً صحافياً بعد القمة.

“تعزيز الثقة المتبادلة”
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج ونبين، أعلن الاثنين أن “رئيسي البلدين سيقدّمان مراجعة كاملة للعلاقات الصينية الروسية والتعاون في مختلف المجالات هذا العام”.

وأضاف أن الرئيسين سيعدّان أيضاً “تصاميم على أعلى مستوى لتنمية العلاقات الثنائية العام المقبل”، مرجّحاً أن تؤدي القمة إلى “زيادة تعزيز الثقة المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين”.
وعشية القمة، قال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، إن بلاده سترسل إلى “الناتو” قريباً اقتراحات بشـأن ضمانات ملزمة قانوناً تسعى إلى نيلها، بالامتناع عن نشر أسلحة هجومية وبنية تحتية قرب حدودها.

وقال بعد لقائه وزير الخارجية الأوزبكي عبد العزيز كاميلوف، في طشقند عاصمة طاجيكستان: “سنسلّم اقتراحاتنا في المستقبل القريب لشركائنا الغربيين”، مشيراً إلى أنها ستتضمّن “بالضبط ما نعنيه” بشأن الضمانات.

مواجهة “هيمنة” واشنطن
وذكرت “رويترز” أن روسيا وثّقت علاقاتها بالصين، مع تراجع علاقاتها بالغرب، مشيرة إلى أن بوتين استخدم هذه الشراكة كوسيلة لموازنة النفوذ الأميركي، مع إبرام صفقات مربحة، لا سيّما في مجال الطاقة. ووافق بوتين وشي جين بينج هذا العام، على تمديد معاهدة صداقة وتعاون بين بلديهما، أُبرمت قبل عقدين.

ولفتت “أسوشيتد برس” إلى أن موسكو وبكين عملتا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، على مواءمة سياساتهما الخارجية لمواجهة هيمنة الولايات المتحدة في العالم. وأضافت أن الجانبين واجها عقوبات بسبب سياساتهما الداخلية، علماً أن شي جين بينح وبايدن عقدا قمة افتراضية الشهر الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى