عربي و دولي

إدانات في مجلس الأمن للعدوان الأميركي على سوريا والعراق: واشنطن توسّع الصراع

أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، أنّ الضربات الأميركية التي شنت على سوريا والعراق قبل أيام شملت أسلحة جوية كبيرة ومتطورة كشفت السياسية العدوانية للولايات المتحدة.

وفي جلسة لمجلس الأمن عقدها بناءً على طلب روسيا لبحث الضربات الأميركية، قال نيبنزيا إنّ الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع الصراعات في الشرق الأوسط، ولا تعير وزناً لسيادة الدول في العراق وسوريا.

وشدد مندوب روسيا على أنّ التحالف الغربي ضد “داعش” هو تهديد للسلم والأمن الإقليميين، وينشر الفوضى والدمار في الشرق الأوسط.

ولفت نيبنزيا إلى أنّ “المسيرات التي هاجمت القاعدة الأميركية ليست معروفة المصدر، ووجود القوات الأميركية في سوريا غير شرعي”.

وتابع نيبنزيا أنّ “واشنطن تضاعف مخاطر عدم الاستقرار في منطقة ملتهبة، وترفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وما يجري من قتال لا يقتصر عن فلسطين ولبنان واليمن، بل توسعه واشنطن ليشمل سوريا والعراق”.

بدوره، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحّاك أنّ العدوان الأميركي أدى إلى مقتل 37 سورياً، وأنه شمل المدنيين وقلعة الرحبة الأثرية.

وقال الضحاك إنّ “التبريرات الأميركية تستند إلى تفسيرات مشوهة لأحكام الميثاق بشأن حق الدفاع عن النفس الذي لا يشمل المحتل، متهماً “الولايات المتحدة بالاستثمار بالإرهاب”.

وأشار الضحاك إلى أنّ الإدارات الأميركية المتعاقبة استغلت موقعها في مجلس الأمن للإمعان في التدخل في شؤون الدول خارج مظلة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فعرقلت عمل المجلس لحفظ السلم والأمن، وضمنت لسلطة الاحتلال والتنظيمات الإرهابية الإفلات من العقاب.

ورفض الضحاك أن تكون سوريا ساحة لاستعراض القوة في عام الإنتخابات الأميركية، مؤكداً تمسكها بحقها في تحرير أراضيها كاملة.

وأعرب مندوب العراق لدى الأمم المتحدة عباس كاظم الفتلاوي رفض بلاده التدخل الخارجي، مستنكراً جميع الاعتداءات على الأراضي العراقية التي راح ضحيتها عدد من الشهداء المدنيين تحت ذرائع واهية.

وقال الفتلاوي إنّ العراق لا يسمح بجره إلى الصراعات، ولا يقبل أن يكون ساحة لتصفية الحساب، داعياً مجلس الأمن إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين.

وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد لاريفاني، أنّ الاعتداءات الأميركية انتهاك صارخ لسيادة العراق وسوريا، وأن إيران تدينها، وتدين كذلك الهجمات ضد اليمن.

ورفض سعيد لاريفاني الذرائع الأميركية التي بررت عبرها ضرباتها على سوريا والعراق، قائلاً إنها غير قانونية.

وذكّر مندوب إيران في مجلس الأمن بأن القوات الأميركية تدعم التنظيمات الإرهابية وتنهب الخيرات السورية في مخالفة للقانون الدولي.

وشدد سعيد لاريفاني على أنّ “إيران لا تسعى لانتشار الصراع في المنطقة، وأن المستشارين العسكريين موجودن بشكل شرعي في سوريا بدعوة رسمية لمكافحة الإرهاب”.

وتابع أنّ الحل لإنهاء التوتر في المنطقة هو العودة إلى القانون الدولي بوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الأميركية من العراق وسوريا، مضيفاً أنّ على واشنطن أن تفرض على النظام الإسرائيلي الانسحاب الكامل ووقف عدوانه.

وكرر سعيد لاريفاني تحذيره قائلاً: “إذا تعرضت إيران إلى عدوان أو تهديد، فلن تتردد في ممارسة حقوقها في الدفاع الكامل عن نفسها”.

من جانبه، قال مندوب الصين في الأمم المتحدة جانغ جون، إنّ على الولايات المتحدة احترام القانون الدولي وسيادة الدول، وإلا فإن الأمور ستخرج عن السيطرة.

ولفت إلى أنّ “الفشل في تطبيق وقف النار في غزة يؤجج النزاعات، والجميع يجب أن يصغي إلى القانون الدولي ويتوقف عن النظر بعين المصالح الجيوسياسية فحسب”.

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إنّ الشرق الأوسط يقف على الحافة، وتوسيع النزاع إلى العراق وسوريا ينذر بانفجار كبير، مشيراً إلى أنّ المنطقة لا تستطيع تحمّل المزيد من التوتر.

وتابع بن جامع أنّ “الاستقرار في المنطقة يقتضي معالجة الأسباب الجوهرية لمنع المزيد من الصراع، كما يجب وقف العدوان على الشعب الفلسطيني. هذا العدوان من شأنه أن يرتد على استقرار المنطقة ككل”.

وعلّق روبرت وود، نائب مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، أنّ بلاده مستعدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي لأي هجمات ضدها، قائلاً إنّ الضربات ألحقت خسائر كبيرة بالأهداف في سوريا والعراق بعد الهجوم الأخير ضد القوات الأميركية في الأردن.

وتابع أنّ “الهجمات في الشمال مختلفة ومنفصلة عن الهجمات في البحر الأحمر”، مضيفاً: “نحن لا نسعى لتوسيع الصراعات، ولا نود الدخول في صراع مع إيران”.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت، الجمعة، “استهداف مواقع تابعة لحرس الثورة الإيراني وحلفائه في العراق وسوريا”. وذلك رداً على ما اعتبرت رداً على مقتل 3 من أفراد الخدمة الأميركيين وإصابة 40 عسكرياً، في هجوم استهدف قاعدة غير شرعية في شمال شرق الأردن قبل أيام.

واستهدفت القوات الأميركية محافظة دير الزور شرقي سوريا، وطال العدوان مواقع في شارع بور سعيد في مدينة دير الزور، إضافةً إلى حويجة صكر وعيّاش وهرابش والجفرة في ريف المدينة.

وشمل العدوان الأميركي مواقع في بلدة الهري ومعبر السكك والهجانة في مجينة البوكمال قرب الحدود السورية مع العراق، وطالت الاستهدافات حي الحمدانية وصوامع الحبوب ومحيط مزار عين علي في مدينة الميادين.

ومن العراق، أكّد مراسل الميادين في بغداد أنّ العدوان الأميركي استهدف أيضاً مواقع في مدن القائم وعكاشات القريبة من الحدود السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى