لبنان

طائفة شبعت كلاماً… والرياشي للبطريرك: لا تكن سبباً في الشكّ

ان اجتماع المجلس الأعلى للروم الكاثوليك صاخباً أمس. أتى الاجتماع بعد سلسلة أحداث كانت الطائفة معنيّة بها، من غيابها عن التعيينات الى غيابها عن طاولة الحوار، الى اجتماع وزرائها ونوّابها بدعوة من البطريرك يوسف العبسي، الى زيارة البطريرك وعدد من المطارنة الى رئيس الجمهوريّة.

هذه الأحداث التي توالت في أيّامٍ قليلة تركت بصماتها على النقاش داخل الطائفة، وهو نقاش احتدم مراراً في اجتماع الأمس في مقرّ البطريركيّة في الربوة.
والملاحظ أنّ عدداً من الحاضرين كان عاتباً على البطريرك، وهو رئيس المجلس الأعلى، وقد عبّروا عن ذلك في مداخلاتهم. كما أنّ النقاش طاول موضوع آليّة التعيينات، التي باتت قانوناً لا يمكن تجاوزه، إلا إن اختارت الحكومة فعل ذلك في إطار المحاصصة لإيصال من يفتقدون للكفاءة. علماً أنّ الطائفة تضمّ كفاءات كثيرة في الوظائف الأساسيّة الشاغرة من حصّتها، وهي مدير عام وزارة الأشغال ورئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان ورئيس هيئة الرقابة على الضمان.
ولعلّ منطق الأمور يوجب القول إنّ المجلس الأعلى بات يحتاج الى تعديلٍ في الشكل والمضمون يحرّره من التبعيّة للسلطة الدينيّة ويكسبه بعض الديناميكيّة المفقودة، وإلا سيستمرّ في إصدار بيانات هي أقرب الى الإنشاء.
ولعلّ الحاجة أيضاً لترجمة ما قاله الوزير السابق ملحم الرياشي في اجتماع أمس عن أهميّة حماية اسم الملكيّين الكاثوليك على انهم طائفة مختلفة وعابرة للطوائف وليست كسائر الناس ولا يمكن ان يكون المجلس الاعلى الكاثوليكي مجلساً مليّاً تقليديّاً كسواه، وهو السبب ذاته الذي دفع الرياشي الى الاعتراض على ما قاله البطريرك عن أنّ آليّة الكفاءة ليست اساسية مؤكداً انها الى جانب مساهمة الآلية في تقديم الكفاءات الى الادارة، تخلق بعض الثقة المفقودة بالدولة للشباب الذين يتهيأون للهجرة بالالاف.
وأضاف: إذا لم نقدّم الافضل، فالافضل الا نتقدّم لنصبح كسوانا. وختم، مخاطباً البطريرك العبسي، نحن معك فلا تكن سبباً في شكّ الاخوة بأنفسهم وبمستقبلهم وبوطنهم.
وكان نقاشٌ، أيضاً، شمل خصوصاً عدم توجيه دعوة الى أيّ كاثوليكي الى طاولة الحوار، فكانت الطائفة الأساسيّة الوحيدة الغائبة.

لعلّ ما سبق كلّه يستدعي نهضةً على مستوى الطائفة، يشمل أيضاً المجلس الأعلى، واهتماماً أكبر بلبنان من البطريرك، وحسن اختيار مطارنة أكثر نشاطاً، على ألا تغيب المحبّة من بينهم.
لقد شبع أبناء الطائفة كلاماً عن تميّزها، بينما الحاضر ليس مدعاة فخر…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى